Wednesday, November 22, 2006
التماس ميت
لا أدري ما الذي جاء بي إلى هذا المكان الشديد البرودة؟ أعرف أنني مت ,وأعرف أيضا أن من يموت يكفن ويدفن ولكن شيئا من هذا لم يحدث لي.

لقد تغيرت-احم-انتهت حياتي في لحظة من الغفلة حين عبرت الشارع دون أن انظر. لا اذكر سوي صوت الفرامل الحاد و تلك الصدمة الشديدة في رأسي, وأصوات الصراخ المتعالي,
ثم انتهي كل شيء وساد الظلام.....
ثم عدت. وحيدا عدت. والحقيقة إن الوحدة ليست شيئا جديدا, فمنذ أن بدأ أول تعامل لي مع العالم الخارجي و أنا طفل كان في الملجأ حيث لا أحد يهتم بأحد. وكالعادة هربت وأنا عمري عشرون عاما.

عملت في كل شيء .في المحلات والمطاعم وحتى الصيدليات .لم يكن لي قريب اعرفه أو شخص انتمي أو ينتمي لي بصلة. فكانت الوحدة لي أنيس. وكنت دائما أتعجب من هؤلاء الذين يشتكون من الوحدة وعدم وجود من يشكون إليه همهم إلى آخر هذا الهراء.
هكذا عشت وحيدا ومت وحيدا...
ولكن لما عدت كنت وحدي لا مجرد وحيد في صندوق بارد مظلم والخدر يسري في أوصالي يرعدها-إن كان هذا ممكنا لميت- وبينما أنا كذلك إذا بالصندوق يفتح وأصوات تتحدث.

-لم يسأل عليه أحد؟؟
-لا من الواضح انه فاقد الأهلية أو مقطوع من شجرة.
ابتسمت في سري من تلك الشجرة التي لم اعرف عنها –في حياتي- شيء
-لكنه سيصلح حتما انه في حالة جيدة.
تساءلت اصلح لماذا ؟؟ ما النفع المرجو من ميت؟؟
-هيا تعاونوا معي علي حمله.

تركتهم يحملوني-وكأن لي أن امنعهم- وذهبوا بي إلى مكان واسع به عده مبان و دلفوا إلى الدور الأرضي في أحدهم. كانت الدور عبارة عن بهو واسع –لا أدري لماذا انتباني هذا الشعور بان هذا المكان له سمت شيطاني- وعلي جانبيه تصطف عدة أبواب. قام أحدهم بفتح واحد منها. كانت غرفه واسعة بعها عده كراسي وحوض كبير يمتلئ بسائل ذو رائحة نفاذة.
-هيا يا علي ابدؤوا حقنه بالفورمالين.
ماذااااااااااااااااااااااا؟ قلتها بمزيج من الهلع والدهشة والرعب الذي يليه البكاء.
لقد أدركتها كلها الآن أنا في كليه الطب بالتحديد في المشرحة. لقد أصبحت جثة من تلك التي يشرحها آلاف من الطلبة. وياله من مصير أسود الذي ينتظرني ليس الحقن بالفورمالين أسوأها.

فتحوا شيئا في عنقي ثم انساب السائل المحرق في عروقي ليذيب ما بقي فيها من دم. رباه!!!!! أهناك ألم علي الأرض مثل هذا؟؟ أسمعتم عن الفورمالين؟ من استنشقه قال انه يدمي العين ويسيل ماء الأنف وأنا حقنت به ووضعت في حوض مليء به. يقولون انه لحفظ الأنسجة. نعم .يحفظها لتشريحها وتقطيعها بعد ذلك .. فيالسخرية...لم أتمنى في حياتي أن يكون لي أهل مثلما تمنيت الآن ..لم أتمنى أن تكون السيارة أتت علي كل جسدي مثلما تمنيت ألان. ولكن ماذا تعني الأمنية لميت؟؟
ماذا؟ تقولون أنى ميت لا أشعر؟؟
تقولون انه لا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها؟؟
فعلا... لكني لست شاه أنا إنسان . وان كنتم لا تعلمون فاعلموا أنى اشعر بكل ما يفعل بحسدي. ربما اختلف مفهوم الألم ولكنه –راح أو جاء- ألم . والألم الأكبر هو شعوري بالمهانة بالرثاء لنفسي ولجسدي وما يفعل به. والله إن حياتي في الملجأ كانت اكرم

وحين بدأت دروس العملي أخرجوني من الحوض .لفوني في خرقة قماش اقل ما توصف أنها متسخة.
كنت مستلقيا علي منضدة التعذيب-اقصد التشريح- حين بدأ الطلبة يتوافدون. رأيتهم ينظرون إلى بمزيج من القرف والاشمئزاز وكثير من صرخات اليااااع والاووووووه و رااائحة رهيبة.
ولكن ما أثار دهشتي الحقيقية هو انهم كانوا يخافون مني وحقا لا ادري لذلك سببا .أ أنتم من تخافون مني يا من ستملكون المباضع والمشارط لتلهوا بها في جسدي المسجي علي المنضدة؟
ترتسم علي وجوهكم نظرات الرعب مني أنا؟؟ أنا الذي لا حول لي ولا قوة لا أستطيع حتى رفع يدي لأدافع بها عن جسدي الذي لم اعد املك غيره؟؟
و العجب العجاب في حالات الإغماء التي توالت لدي رؤيتي .آنسات. رقيقات. هشات. وكأني كومة قمامة –لا جسد إنسان- ليس لدي ذنب فيما آل إليه حالي.
ولكن دعك من هذا فقد بدا المرح الحقيقي حين زال الرعب والاشمئزاز و الرهبة وحل محله الألفة والرغبة في التعلم.
و حين بدا التمثيل-احم – اقصد التشريح - انتابني ذلك الشعور البغيض بالذل والمهانة . وأنا أرى جلدي يرتمي علي الأرض دون اهتمام.. أرى لحمي يقطع لأجل مزيد من التوضيح.. أري جسدي مكشوف أمام قطيع من البشر يتطلعون في فضول...
ماذا يعرفون هم عن قلبي الذي بين يديهم أيعرفون لمن خفق؟ علي من قسي؟؟ لحمي الذي تحول إلى مصطلحات لاتينية مرعبة تليق بالمشعوذين اليونانيين القدامى؟؟
يدي التي تحولت إلى كرة من اللحم الأسود الجاف هل يعرفون من ضربت؟؟ علي من ربتت؟؟
لساني هل علموا ماذا فال؟؟ متي كذب متي صدق؟؟
عيني كم مرة بكت؟
فمي كم مرة ضحك؟
قدمي إلى أين ذهبت؟
لقد تحولت بفضلهم إلى مادة علمية صماء مثل أي كتاب.. لا جسد إنسان كان حيا في أحد الأيام..
ليس لهم الحق في ذلك.

ليس لهم الحق أن يتجاهلوا إنسانيتي الماضية. آه لو عدت إلى الحياة فسوف اعرف كيف انتقم. و لم أكد أتم تهديداتي الجوفاء حتى دخلت .
كان لها سمت رقيق وعيون حانية لم أرها من قبل. جاءت بعد بداية العام الدراسي بفترة. و عندما رأتني لم يتقلص فمها اشمئزازا. لم يسقط قلبها رعبا. بل انحدرت علي خدها دمعة . و لمحت في عينها رحمة لم أتصور أني سأراها بعد ذلك. لمحت في يدها-التي ترتدي القفاز- ارتجافة و تردد. و علي شفتيها راحت تردد كلام لم أتبين كنهه. ولكني عرفته كانت تدعو لي و تقرا الفاتحة. كانت تنظر بهدوء طوال الدرس العملي. كانت بعد نهايته حريصة علي تغطية جسدي . كانت تنهر كل من يتعامل مع أنسجتي كقطعة من المطاط. كانت تردد لهم دائما انهم يجب أن يعاملوني كانسان أسدي لهم خدمة في أن سمح لهم القدر أن يدرسوا عليه.


. و عند هذه الكلمة بالذات تغيرت نظرتي للأمر كله.
بدلا من شعور الذل والمهانة شعرت بالفخر و العلو فلولا وجودي لكانوا حميرا في علم التشريح لاعتمادهم علي تلك النماذج الصناعية البائسة التي لا تجدي نفعا.
لولا وجودي ستكون أول تعاملهم مع جسم الإنسان علي مريض حي سيكون ضحية لجهلهم الغير المتعمد.
وهنا تخليت قليلا عن عدوانيتي –علي الأقل لقد أصبحت خبيرا في علم التشريح أفوق جراي نفسه-.
ولكن لازال لي مطلب بسيط.. وهو نظرا لأنني سأظل علي هذا الوضع كثيرا .ارجوا بعض المعاملة اللائقة . بعض الاحترام لإنسانيتي الماضية. لست جمادا لا يشعر بل جسد ميت .وهناك فرق..
كنت مثلكم في أحد الأيام. آكل واشرب. احب واكره. كنت مثلكم.
كان يصيبني الرعب و الاشمئزاز و لربما الإغماء أحيانا أخري.
وان كان إكرام الميت دفنه فأنا لم ادفن بعد بل ظللت في حوض فورمالين محرق. فقط بعد المعاملة اللائقة و جسدي لكم عن طيب خاطر.
ولو كان هذا قدري فلن اعترض وأنا به ارضي. من يدري لربما كفر عن خطاياي حين كنت حيا اخطىء.
والله خير الحاكمين.
 
posted by sporefroming-human at 1:36 PM | Permalink | 0 comments
حتي أكون للموت أقرب
ماذا افعل في أيامي
و سنيني التي تمر
سوي أن أكون للموت أقرب
أزداد عمرا علي عمر
آكل وأشرب
يصح شكلي ويعل
يزداد عمري ويقل
وأنا من الحقيقة أهرب
يشتعل عقلي ويمل
تشتد يدي وتكل
وتجعلني
للموت أقرب

هاأنذا أعيش الحياة
حرا طليقا
كسهم صياد رماه
دون خط سير
أو اتجاه
أو حتى لهدف يضرب
أتشاجر وأصيح
أحرم و أبيح
عن نفسي أتغرب
فأكون –أنا- للموت أقرب

أستيقظ في البكور
أتجول وأدور
في البيوت
في الشوارع ع الجسور
أقابل صديقا. ابتسم
بين الناس أنسجم
وشمس اليوم تغرب
جاعلة عمري
للموت أقرب

أدرس كل العلوم
أتقن ما هو معلوم
أزيل الستار و أري
ما قبع وراء الغيوم
أخذ اعلي الدرجات
أوائل الامتيازات
ألقي التهنئات
و التحيات
وتمر الساعات
تحمل لافتات
قائلة لا تطرب
لا شيء سوي
أنك للموت أقرب

أفكر و أحلم
قبل المنام
أغرق
في دنيا الأحلام
أكتب شعرا وأدبا
بالأقلام
وأحب مشاهدة الأفلام
للحب قلبي يذهب
لدي مهنة أمارسها
فأنا دكتور
لدي مادة أدرسها
وأنا مشهور
ولدي الشعر الأبيض
يلمع ويقول
أصبحت للموت أقرب

من صفوة المجتمع أصبحت
أنا من نبلاء الناس
للقمة بلغت
السيد الأستاذ
و المال لدي
أكياس وأكياس
من غيري يفوز ويغلب
والموت اقرب أقرب

قلت لنفسي وصلت
وحين وصلت سقطت
مريضا بوعكة صحية
بل أزمة قلبية
وضيق في الشرايين التاجية
عناية طبية
زيارات عائلية
والكل عن أسف يعرب
علي الفراش رقدت
وعلي الفراش شعرت
باني للموت أقرب

لا قد جاء الموت ناظرا
بعينين صفراوين
قائلا ماذا أعددت
للقاء الملكين
فأشيح بوجهي وأبتعد
جسدي كله يرتعد
ونار قلبي
تضطرب
علي عمر ضيعت
وحياة عشتها وما فكرت
في أخري
فوق الأرض
قد جاء الموت
قد جاء الموت
و عن الدنيا رحلت
وسكت القلم و سكت

بل كتب من بعدي
مالك وأنت تدري
أن لكل دولة حدود
ولكل نهر سدود
هناك نهاية لهذا الوجود
وأن عمرك يا أحمق محدود
والنفس مشدود
قد يدخل ولا يعود
فلم الجحود
والغفلة والجمود
عن رب موجود
كريم محمود
لازالت تتهرب
حتى أصبحت
للموت أقرب
 
posted by sporefroming-human at 1:29 PM | Permalink | 0 comments
Monday, November 20, 2006
بيت الجارة أحلي

أنا و أخواتي عايشين في بيت قديم قوي.أثر زى ما بيقولوا.ده مبني من 700 سنة.وكان أجمل وأحلي بيت وقتها.دلوقتي هو أثري آه لكن قديم.يعني مثلا مش زى بيت امباريكا هانم وولادها. و لا زى بيت آسيا صاحبتي .ولا حتى بيت شوربا اللي قاعد جنبي في الفصل .وهو بيت كبير قوي بالنسبة لعددنا أنا وأخواتي وبابا و ماما لكن كلنا عايشين في جزء صغير قوي في الدور الأرضي بس. حتى مش بنام في كل الأود .لأ بنام متكدسين في أودة أو اتنين وأودة القعدة ,اودة للضيوف. وطبعا في مطبخ وحمام . وبيتنا ده بيسموه قصر.

ومع إن فيه أدوار كتير وأود جميلة وواسعة. لكن ما فيهاش عفش خالص. ومع إن بابا من أصل غني وعندنا أراضي كتير إلا انه مابيعملش بيهم حاجة و سايبهم كده.ده غير كمان إن حتى الفلوس اللي معاه مضيعها علي حاجات هايفة هو وماما. ده غير كمان أخواتي الكبار اللي بياخدوا مصروف كبيير قوي. وعشان أنا يعني صغير مابيدونيش حاجة خالص لا أنا ولا أخواتي الصغيرين. مع إننا عددنا أكبر .لكن بابا متصور إن كل اللي المفروض عليه انه يأكلنا ويشربنا وخلاص. وياريته كمان بيعمل ده عدل .ده غير انه بيفرق بين الكبار والصفيريين وبيعاملنا وحش .ماعدا قدام الضيوف يقعد يبوس فيه ويقول حبيبي والهبل ده.

مايروحش يشوف بيت امباريكا هانم اللي لسه مبني من سنتين. بس إيه بيت رهيييييب. شكله حلو ونضيف ومش قديم كده زى بيتنا.ومع إنهم اكتر مننا والبيت بصراحة برده كبير لكن كل واحد في أودة. ده غير كمان انه مليان ناس أشكال وألوان أخواتها ,أقرايبها وناس ساكنين وكتيير. و دينهم مختلف كمان . و فيه مسلمين بس مع إنهم حبه صغيرة-بالنسبة لينا- إلا إنهم متدينين قوي.معاملتهم جميلة.وبيصلوا كل الفروض في الجامع. و الستات بتوعهم لبسهم محترم قوي كده وشيك كمان. والي يشوفهم يقول مسلمين بصحيح .مش زى لبس أخواتي البنات الكبار –الله لا يوريك- .وصحيح إن امباريكا هانم ديه مش مسلمة بس عمرها ما تفكر تمنعهم من إنهم يصلوا أو يصوموا أو يلبسوا اللي عايزين يلبسوه .مش زى بابا اللي كل ما يشوفني نازل اصلي في الجامع يقعد يتريق عليا ويقولي أنت بقيت شيخ-مع إن في الجامع مهندسين ودكاترة-ده غير انه ساعات بيزعقلي ويقولي صلي في البيت كفاية .لكن أنا بقي سمعت في المسجد –لما بروح من ورآه-إن الرجاله لازم يصلوا في الجامع مادام مش ورآهم حاجة وأنا بقي راااااجل. وأخواتي الكبار زى بابا بالظبط في كل حاجة.
وحتى كمان أخواتي البنات. كل ما قولهم عيب اللبس ده. يقولوا أنت هتعمل فيها راجل يا للي لسه بتعملها علي نفسك-وده ظلم لأني بعرف الحق نفسي وادخل الحمام-☺. ودانا حتى مرة سمعتهم من تحت السرير بيقولوا إنهم كده عاملين زى ولاد امباريكا هانم في شياكتهم وإنهم ماشيين علي الموضة. وأنا مش عارف ليه عاوزين يبقوا زى ولاد امباريكا هانم مع إنهم مش مسلمين. ده غير بقي إنهم مصاحبينهم وكل يوم والتاني يروحوا عنده وهما يجوا عندنا. بي أنا متأكد إنهم مش بيحبوا أخواتي وعمالين يفسدوا فيهم عشان ينموهم في الخط .آه اصل أنا سمعت إنهم عايزين يشتروا كل البيوت اللي في الحتة-وأولهم قصرنا طبعا- بسعر رخيص قوي وممكن ببلاش ويهدوها ويطردوا أهلها منها أو يرجعوا يسكنوهم تاني بس بفلوس. ايوه واحد صاحبي كبير في المسجد هو اللي قالي علي كل ده. اصل هوه عايش معاهم من زمان و فاهمهم .
و أنا بقي مصدقه. لان الست امباريكا كل يوم والتاني حيه هي وجوزها قاعدين عندنا وجايبين حاجات كده إيه قزايز كده فيها حاجات بتنيم, وشرايط فيديو بيقولوا عليها ثقافية, وسجاير ده غير بقي الدقيق الكتير اللي ماما بتشتريه غالي قوي بس عمرها ما عملت بيه لنا كيكة خالص. مش عارف بتوديه فين.وبيجيبوا حاجات حلوة وحلويات. بس أنا بقي واعي وعمري ما كلت حاجة منها-مع إن بيبقي نفسي-لكن صاحبي في الجامع قالي اوعي تاكل حاجه منها أبدا. وإنهم بيحطوا فيها حاجات وحشة عشان يخلصوا منها. وكمان أنا نبهت علي أخواتي الصغيرين مايكلوش منها أبدا-يالا خلينا نخلص من الباقي-

وعلي كده بقي كل يوم.يجوا هما وولادهم يقعدوا مع اخواتي بنات علي ولاد وهيصة. بس أنا بقي بذكائي عارف هما بيعملوا كده ليه. هما عايزين يخلصوا علي كل الفلوس اللي مع بابا .عشان يبقي محتاج لهم. لأن هما حاولوا يعملوا كده مع شوربا وآسية بس ماعرفوش-بس شكلهم كده هيعرفوا معانا.لكن أنا بقي لما اكبر هوريهم.
بس الواحد برضه لازم يقول الحق.هما أي نعم وحشين كده وبيكرهونا قوي-وأنا كمان بكرهم-بس بقي تعالي شوفهم في بيتهم عاملين إيه مع بعض. بيروحوا مدارس كده مناهجها غريبة ولذيذة-شفتها مع واحد صاحبي من المسلمين اللي هناك- مش زى مدارسنا اللي بنروح نتفرج علي المدرسين ونشحن طول السنة ونفرغ في آخرها-زى بطارية العربية- لأ دي مدارس نضيفة ومش زحمة زى مدارسنا. ده غير الأكل أشكال وألوان وكل اللي تتخيله- مش إحنا اللي بناكل طول السنة سبع أصناف بعدد أيام الأسبوع زى جدول المدرسة- وكل أكل مثلا في بجي خمسين نوع. يا سلام.
وكل ده وممكن نكون إحنا اغني منهم لو حسبنا الأراضي اللي عند بابا.وكل واحد فيهم بياخد مصروفه علي قد شطارته ودرجاته و أدبه ومخه . مش إحنا هبل في هبل. وحياتهم منظمة. كل حاجة في ميعاد. وعشان كده بقول إن بيتهم احلي من بيتنا .اهيء اهيء أنا نفسي بيتنا يبقي زى بيتهم في الحاجات الحلوة ديه.

وكل مقول لبابا إن بيت امباريكا الجارة أحلي. يقولي اسكت يا واد داحنا بيتنا أثر من 700 سنة ومافيش بيت في تاريخه في الحتة. لكني بقي المرة الجاية هقوله إن مش مهم قصرنا ده كان زمان إيه المهم دلوقتي.هقوله يروح يشوف بيت آسية وشوربا أحلي من قصرنا ميت مرة.وهقوله كمان انه بيخاف من امباريكا هانم وبيسمع كلامها هو وماما وأخواتي زى ما تكون ماسكة علية ذلة واللي هعرفها قريب.
وهقوله إني بكره القصر.
وان بيت الجارة أحلي.
وهقوله إني كان نفسي أتولد هناك بس أكون مسلم.
وهقوله وهقوله وهقوله.
هقوله إن امباريكا مش هتسكت إلا لما تاخد قصرنا هو و كل البيوت اللي حواليه وتطردنا ونبقي عندها خدامين.

بس ارجع وأقول لو أنا بكره القصر فعلا كنت أسيبه لامباريكا. لكن أنا بقي فهمت. أنا مش بكره القصر أ بحبه قوي .بس بكره بابا وماما وأخواتي اللي هيسلموا القصر بأيديهم لامباريكا وولادها. لأن هما اللي أدوها الفرصة إنها تتدخل في عيشتنا. لكن أنا بقي لما اكبر هوريها إن أنا مش زى أبويا .وهتشوووووووووووووف حمادة هيعمل إيه.

وعن إذنكم اصلي لسه ماكملتش واجب الحساب ولا يرضيكوا أضرب بكرة من الميس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
posted by sporefroming-human at 12:29 PM | Permalink | 0 comments
Friday, November 17, 2006
LET ME DIE IN MY FOOTSTEPS
I will not go down under the ground
"Cause somebody tells me that death's comin' 'round
An' I will not carry myself down to die
When I go to my grave my head will be high,
Let me die in my footsteps
Before I go down under the ground.
There's been rumors of war and wars that have been
The meaning of the life has been lost in the wind
And some people thinkin' that the end is close by
"Stead of learnin' to live they are learning to die.
Let me die in my footsteps
Before I go down under the ground.
I don't know if I'm smart but I think I can see
When someone is pullin' the wool over me
And if this war comes and death's all around
Let me die on this land 'fore I die underground.
Let me die in my footsteps
Before I go down under the ground.
There's always been people that have to cause fear
They've been talking of the war now for many long years
I have read all their statements and I've not said a word
But now Lawd God, let my poor voice be heard.
Let me die in my footsteps
Before I go down under the ground.
If I had rubies and riches and crowns
I'd buy the whole world and change things around
I'd throw all the guns and the tanks in the sea
For they are mistakes of a past history.
Let me die in my footsteps
Before I go down under the ground.
Let me drink from the waters where the mountain streams flood
Let me smell of wildflowers flow free through my blood
Let me sleep in your meadows with the green grassy leaves
Let me walk down the highway with my brother in peace.
Let me die in my footsteps
Before I go down under the ground.
Go out in your country where the land meets the sun
See the craters and the canyons where the waterfalls run
Nevada, New Mexico, Arizona, Idaho
Let every state in this union seep in your souls.
And you'll die in your footsteps
Before you go down under the ground.
Words and Music by Bob Dylan
1963, 1965 Warner Bros. Inc
Renewed Special Rider Music
 
posted by sporefroming-human at 8:31 PM | Permalink | 0 comments
Tuesday, November 14, 2006
مريضة نفسيا
مريضة نفسيا


سارت حزينة لحلم انتهي مثل غيره
أحلام خيالية
بعيدة عن الواقعية
ربما كانت هفوة عقل
في رأس مريضة نفسيا
مريضة لا تعرف لا تدرك
أمرض هو أم منحة إلهية
أو هو دون أن تدري لمحة عبقرية
كل يوم تصحو
في رأسها زحمة مواصلات
أفكار تمشي و تركب سيارات
أحلام في سفن وطائرات
منها ما تدهسه الأقدام
لأنه لا يعرف قواعد الإشارات
شعلة نشاط هي
بل قنبلة
في يد جندي احتياط
لا ليست شعلة
لا ليست قنبلة
بل هي مريضة نفسيا
ولأنها مريضة
تترك لخيالها العنان
يجري ,ينطلق, بل يطير
يخترق العقل والوقت والزمان
ولكنه يرتد
مثل كرة المطاط
يندفع إلي رأسها
يضربها ,تهوي , تقع
تبكي , ثم تمسك العنان
عنان خيالها
تتركه ثانيه فيفر
و لم لا أليست مريضة؟؟
مريضة نفسيا
مريضة هي كالأطفال
تلمع عيناها
تصرخ ضحكتها
ويعلو بكاءها فلا يسمعه أحد
سوي نفسها
تحب؟ نعم
وحبها يؤلمها
فهو مثل مرضها
مثل خيالها
مثل كرة المطاط
في يد لاعب
أساسي لا احتياط
مريضة نفسيا
مريضة تعشق مرضها
و إن كان يؤلمها أو يضرها
لو رأيتموها لتمنيتم أن تصبحوا مثلها
مثل واحدة
مريضة نفسيا
 
posted by sporefroming-human at 7:25 PM | Permalink | 0 comments
Monday, November 13, 2006
أصدقاء
حين يعتصر الحزن قلبك ولا يدري بك أقرب من حولك
الذين يدعون في كل لحظة انهم افضل أصدقائك
الذي يطالبون بحقوقهم منك طوال الوقت
الذي انت مطالب أن تكون معهم جميعا في نفس الوقت
الذين لا يشعرون بك
لا يفهموك ولا تدري لماذا يدعون ذلك؟؟
هم لا يعرفون عنك شيء
وانت لم يعد لديك الرغبة في الحكي
لم تعد مهم لهم بل صرت تمثل عبئاوياله من شعور
المهم ان يكونوا في أول اهتماماتك
لم يعد لديك شيء لتقوله
وانت مطالب بالكلام
لم يعد لديك شيء تفعل
وانت مطالب بفعل الكثير
عندها تدرك ان هناك شيءا واحدا أكيدا
انك وحــــــــــــــــــــــــــــــيد للغاية
 
posted by sporefroming-human at 8:06 PM | Permalink | 0 comments
Friday, October 27, 2006

-اي مصيبة الزمن كفيل بامتصاصها وتهوينها
-حاصر مساحة الكذب اللي جواك
-احنا اللي نتعامل مع الناس بشخصيات مزدوجة لحد مانكتشف اننا لينا الف شخصية مابيجمعش بينهم الا نفس الوش والاسم

فؤاد المهندس
من فيلم أيوب


 
posted by sporefroming-human at 3:32 PM | Permalink | 2 comments
Wednesday, October 25, 2006
حكايتي مع القطط
صباحا
الساعة الواحدة والنصف …صوت مواء…في البداية لم أعره هتماما لظني انه لِقطة في الشارع …ولكن كان المواء قريبا جدا…جدا

نظرت من العين السحرية لما وراء الباب فاذا بشيء صغيريتحرك…كانت قطة وراء الباب…ولا تسألني مالذي اتي بها في هذا الوقت وراء باب شقتنا بالظبط…شقتنا التي في الدور الثاني وهناك دور ارضي آهل بالسكنة.

وكان لابد بالطبع ان افتح الباب..وهنا كانت المفاجأة انهما قطتان متماثلتان تماما يموءان مواء الجائع…بل وتحاول احداهما ان تدلف الي الشقة من فرج الباب البسيطة التي صنعتها لأنظر اليهما..

"أغلقت باب الشقة وفتحت باب الثلاجة لأجد نصف صدر فرخة"قلت يالا رزقهم
اغلقت باب الثلاجة وفتخت باب الشقة فتحة تسمح لي باخراج يدي دون ان تدخل القطط الي الشقة"عشان لو دخلوا امي هتطلعني ابات "معاهم برة البيت ده غير ان اختي عندها فوبيا فعلية من القطط

حاولت القطتان ان تدخلا ولكن بمجرد ان اخرجت لهما قطع الفراج انطلقوا يأكلون في نهم شديد وانا أنظر لهم في سعادة مستريحة ممتزجة بحمد لله علي هذا الأجر الذي سيق الي في ظلمة الليل علي باب بيتي..
"دخلت مرة اخري و اخرت لهم طبقا صغيرا به ماء"عشان يبلعوا يعني

بعد قليل سمعت المواء مرة اخري وفتحت الباب فاذا بقطة واحدة –يبدو ان الثانية رحلت-تحاول الدخول باستماتة ولكن للأسف لم "استطع ان ادخلها حتي لا تعيث فسادا في البيت ده غير ان اختي ممكن يجيلها أزمة قلبية"
واغلقت الباب بعد ان وضعت لها ايضا بعضا من الخبز.

الغريب في الموضوع ان هذا الموقف يحدث مرارا وتكرارا..ففي بيتنا الذي كنت نسكن فيه من قبل كانت القطط دائما تموء امام الباب ونا اخرج لها الطعام دائما..علي الرغم من أننا كنا في الدور الثاني ايضا..

والاغرب انني كنت مرة خارجة من اليت فاذا بقطة صغيرة"كان شكلها بائسا حقا" تموء حولي باستمرار …ففكرت انها جائعة فذهبت الي محل قريب وابتعت لها "تمن لنشن" وقدمته اليها..وانقضت عليه كالأسد ..وقلت في سري سبحان الله مقسم الأرزاق..

اما الاكثر غرابة…انني كنت اسير في شارعنا فوجدت قطة صغيرة"كان شكلها اكثر بؤسا من الأولي " نائمة ولا تكاد تموء وكان يبدو عليها علامات التعب الشديد..فكدت لا القي بالا لها واكمل سيري..ولكنه كان رمضان..ففكرت انها ربما تكون جائعة وهي لاتقوي علي "البحث عن طعامها في فضلات التي يزجر بها شارعنا"الحمد لله شالوها عشان هيبنوا مكانها..باركولي
فذهين-كالمعتاد- الي نفس المحل القريب لأبتاع لها لنشن"المرة ديه بجنيه بس" قابلت وقتها جارتنا الصغيرة "عندها سنتين"فقلت لها "يالانروح نأكل الاتة"
"وذهبت انا وسلمي "البنت الصغيرة طبعا..ظننت هذا مفهوما
-وقدمت لها اللنشن ولكنا للأسف لم تقربه..فقلت ربما ستأكل اذا انصرفنا –خاصة وان سلمي كانت علي وشك ان تركب فوقها

وفي اليوم التالي صباحا وجدت القطة ميتة في مكانها الذي تركتها فيه…ولم اجد اللنشن .."رأي امي في الموضوع ان اللنشن كان فاسدا"…..ربنا يستر

حكايتي غريبة مع القطط..وتتكرر كثيرا…ولا أدري لذلك تفسيرا..
ولكن منذ متي كان هناك تفسيرا لكل شيء و………..عادي يعني.

 
posted by sporefroming-human at 2:48 AM | Permalink | 0 comments